ألم الخسارة بين الوهم و الحقيقة - Pain of loss between illusion and reality

ألم الخسارة بين الوهم و الحقيقة

من أقسى المشاعر التي تنتاب الإنسان هو إحساس الخسارة فلهذا الإحساس مرارة لا يمكن التعافي منها بسهولة و أحيانا و مع فداحة ما تم خسارته لا يمكن التعافي من الخسارة طوال سنوات العمر و ذلك ليس يأساً أو إستسلاماً و لكن لأن ما تم هساراه لا يعوض بمعنى ذهب و لن يعود أو أن مقابل تحويل الخسارة إلى بداية جديدة يكون مقابله صعب و بالتالي يستمر المرء في دفع فاتورة الخسارة بلا إنقطاع، و لكن هل حقيقي هناك خسائر لا تعوض و قبل الإسترسال في ذلك هل يمكن تصنيف الخسائر ؟ بمعنى هل هناك خسائر وهمية و أخرى حقيقية ؟

خسائر أن إستفاق المرء لشعر انها قد كانت مكاسب حين عجز عن الإستمرار و لكن زخم الأحداث و عدم وضوح الرؤية جعله وقت حدوثها لا يجيد التقييم و الواقع أننا قد نتخيل أن تجربة عمل أو زواج أو إقامة بمكان أو صداقة شخص أو حتى علاقة حب خسارة، و نترك الأحداث للأيام تسيرها كيفما تشاء لعجزنا عن أن نتخذ نحن القرار لتقرر الأيام بدل منا و لست هنا بصدد مناقشة صواب هذا الفعل من خطأه فأنا في هذا المقال لا أتحدث عن السلبية أو العجز أتحدث عن الخسارة مداها و تعريفها و الحد الذي يجب أن نتمرد عليه أن طال بقاءنا وسط زخم مخلفاتها .

تعريف الخسارة

الخسارة هي كل محاولة لم يرافقها نجاح هذا هو التعريف الكلاسيكي لها و أيضا الخسارة هي كل شخص له قيمة و أثر . كل معنى يستحق أن نحتفظ به لا أن نفرط فيه . الخسارة هي كل فرصة أو طريق كان لابد أن نثابر و نتحمل و نحاول و نكرر المحاولة لتنجح بهم و لكننا عدنا و تنازلنا عنهم فقط لأننا تعثرنا أو ضاقت قليلاً علينا الدنيا لنبقى بجوارهم و ضاقت دائرة و سبل الأختيارات . الخسارة هي حب حقيقي هي التنازل عن الأمان و الإهتمام و الحنان و التقدير و في العمل التنازل عن مكان يحقق أحلامنا و مجال يناسبنا و صحبة متحضرة راقية نآنس بهم و نرتاح إليهم هنا أن تدخلت عوامل لم ننجح في إيقافها إذن فنحن قد لحقت بنا خسارة و قد تكون هذه العوامل حماقتنا و طيشنا و عدم التوفيق و نحن نتخذ قرار ما .

عدم تقبل الخسارة

لكن لا يمكن أبدا أن نقبل بشيء اسمه خطأ يلزمنا بالخسارة فيكون العمر هو هذه الخسارة هذا أمر لا هو منطقي ولا هو بعادل لأنه دوماً هناك فرصة للإصلاح أي خطأ، و كل خسارة طالما ظل في العمر بقية يمكن أن تصبح من الماضي ولا يمكن أبدا القبول بخطأ يظل الإنسان يعاقب عليه طوال سنوات حياته تحت زعم أن تلك هي فاتورة الخسارة ولا يمكن أبدا قبول أن يتحول الإنسان بفعل مستحق أو بدونه إلى جاني و يتحول العالم كله لقضاة هذا هراء .

فكرة الخسارة

إن فكرة الخسارة في حد ذاتها مقبول و طبيعي أن يمر بها أي إنسان ما هو ليس بطبيعي بأي حال من الأحوال أن يعتقد أحدهم أن خسارته تلك هي النهاية، أو أن يستسلم لكلام آخرين لأبقائه لمصلحة ما يحققونها من ورائه أسير الحزن على خسارة ما حدثت نتيجة خطأ أقدم هو عليه و كسره و محو إرادته و تثبيت إحساس العجز بداخله تحت دعوى أن تلك هي فاتورة الخسارة كجزاء مستحق على ما سبق و فعل لا يوجد شيء هكذا، هذا تجبر و ليس قصاص و هذا إستغلال و أنانية لا علاقة لهم بأي خطأ أو بأي حساب، كل الناس معرضون للخسارة و كل خسارة لها مبررات و مقدمات متى تلافيتها نجحت في عدم تكرارها و كل نجاح قد يعقبه خسارة أن لم تعطي الفعل الجديد الاحترام و الجهد الكافيين .

الخسارة واردة لكن ليس لها تعريف ثابت فخسارة شخص يذلني أو لا يقدرني أو يتجبر علي تلك مكسب حتى و إن كان الطريق لها يلزم المرور بخسارة و طالما بقى في عمرك بقية، الله وحده يعلم قدرها و إحتفظت صحتك بما لا يضطرك إلى الإحتياج إلى الغير فأنت تستطيع التعلم من أسباب الخسارة و الخطى نحو الأمام و جعل كل حقبة الخسارة مجرد ماضي ما تبقى منه غير إستيعابك للدروس و الأسباب التي أودت بك إليه .

***********************

***********************

***********************

***********************